خطوات بسيطة وفعالة للخروج من منطقة الراحة الخاصة (منطقة الأمان - Comfort Zone)، هدا ما يطمح لمعرفته العديد من الناس لأنه يحدث كثيرا أن يسمعوا من حولهم من المقربين من العائلة أوالأصدقاء أوحتى بعض من زملاء العمل يخبرونهم باستمرار عن ضرورة الخروج من المنطقة الخاصة وتجاوزها، بل وربما يصف الكثيرمنهم أن إتباع هده الخطوات هو الطريق الوحيد الذي يقود إلى النجاح وتحقيق السعادة في الحياة الشخصية و العملية.
لكن ماهي منطقة الراحة الخاصة هده ؟ وماهي الأسباب التي تؤدي إلى النزوع إليها ؟ ماهي سلبيات البقاء فيها ؟ كيف نعي أصلاً أننا في منطقة الراحة الخاصة ؟ وكيف
الخروج منها
ما المقصود بمنطقة الراحة الخاص
منطقة الراحة هي حالة نفسية يشعر فيها الشخص بالراحة، في هذه المنطقة يمكنه الحفاظ على السيطرة بينما يعاني من مستويات منخفضة من التوتر والقلق، لذلك يمكنه تحقيق مستوى ثابت من الأداء .
وبحسب إحدى التعريفات العلمية منطقة الراحة الخاصة هي مكانً متسلسل حيث تتلاءم الأنشطة والسلوكيات مع الروتين والنمط الذي يقلل من الإجهاد والمخاطر، وتوفر حالةً من الأمن العقلي، الذي تستفيد منه بطرق واضحة: السعادة المنتظمة، القلق المنخفض، وانخفاض الإجهاد.
يعرّف باردويك منطقة الراحة بأنها : الحالة السلوكية للشخص الذي يختار العيش في وضع حيادي من القلق.
ويصفها براون بأنها : المساحة التي يتم فيها تقليل عدم اليقين والندرة والضعف لدينا وحيث نعتقد أننا سنحصل على ما يكفي من الطعام والحب والاحترام والموهبة والوقت ونشعر أن لدينا بعض السيطرة.
إدن نستنتج أنها منطقة وهمية، تستخدم مجازا للدلالة على حالة نفسية يعيشها الفرد، بحيث يشعر بالسعادة و براحة كبيرة وطمأنينة ورضى كبيرعن نفسه، معلوماته، مهاراته وحتى عن الأشخاص الذين يتعامل معهم والمكان الذي يتواجد فيه، حيث أن جميعها ثابتة لايوجد فيها أي جديد أو متغير ،
أسباب الركون إلى منطقة الراحة الخاصة
هناك أسباب مختلفة تجعل بعض الناس يركنون إلى المنطقة الخاصة بهم للبحت عن الشعوربالأمان والحماية، ندكر منها تلاتة على سبيل المتال لا الحصر:
السبب الأول:
عندما يتنبه بعض الأفراد إلى أن الحياة تمضي وخبراتهم على حالها، فلا جديد بها، حتى على مستوى علاقاتهم بالأفراد الأخرين من حولهم، فالوجوه هي ذاتها بصفة يومية، والأماكن التي يتواجدون بها محددة وتكرر نفسها، بل وربما تقتصر حياة بعض الأشخاص على العمل والمنزل فقط، فتنتبّه عقولهم حينها أن النجاح والسعادة باتا بعيدين عنهم، فلكي يعطوا أنفسهم نوعاً من الحماية ؛ حسب اعتقادهم ؛ يركنون إلى منطقة الراحة الخاصة بهم.
السبب التاني:
وهناك من يركن إلى هده المنطقة الأمنة، حسب اعتقاده، ويستكين للقليل من الإنجازات البسيطة في حياته والتي لا تتماشى أصلاً مع طموحاته وآماله، لأنه قد يكون محدود القدرات والمواهب أوأنه تنقصه الجرأة والإرادة في الانجاز بصفة عامة أويكون ضعيف الشخصية، وربما يكون من النوع الدي يتملكه الخمول والكسل وضعف الهمة !
السبب التالت:
هناك صنف أخرمن الأفراد يركنون إلى هده المنطقة لأنه فقط يتملكهم الخوف من فكرة التغيير في حد ذاتها، لأن التغييرسوف يشمل حياتهم كلها وهم غير قادرون على تحمل تبعاته.
ما هي سلبيات منطقة الراحة ؟
البقاء في منطقة الراحة ودائرة المألوفات له العديد من السلبيات، أهمها:
تمنعك من النمو في هذه الحياة
التقدم هو العنصر الأساسي لحياة سعيدة، النمو يدور حول التقدم، والتقدم يدور حول الحركة، والحركة تدورحول الخروج خارج حدودك المعتادة، أما إذا بقيت جالسًا داخل منطقة الراحة فلن تنمو لأنك لن تتحرك.
النمو المقصود هنا هو أن تصبح أفضل مما أنت عليه الآن، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي أن تجرب أمورًا خارج ما تعودت عليه.
تمنعك من اكتشاف نفسك ومعرفة شغفك:
اكتشاف الإنسان لشغفه من أسرارالسعادة والنجاح في الحياة، وهو الطريق لأن تعمل ما تحب، فعندما تعرف ما تحبه وتسعى لإتقانه فإنك تبرع فيه، وتُحدث تغييرًا إيجابيًا في العالم.
وقد يستغرق الوصول إلى الشغف وقتًا طويلًا، ولكن ما دام الإنسان يُجرب أشياءً جديدة فإنه سيصل إليه، والمشكلة تكمن في البقاء داخل منطقة الراحة، ما تعودت على فعله وإن كان لا يثير فيك أي حماس أو سعادة، أوما أُجبرت على القيام به، وهو ما يجعلك تتوقف عن عملية الاكتشاف والعثورعلى ما لديك شغف تجاهه، مما يُعطل سعادتك وتحقيق ذاتك.
إن العيش في منطقة راحتك يدور حول فعل ما هو آمن وسهل
لا شيء تترقبه فأنت تعرف النتيجة، وهذا قد يكون آمنًا ولكنه لا يتيح لك معرفة قوتك الداخلية، فإننا نكتشف الكثير عن أنفسنا عندما تتغير الظروف والأحداث، ونبدأ في رؤية الجزء العميق بداخلنا.
تأجيل أهدافك
لا تخلو حياة أي إنسان من صعوبات، ولكن التعامل معها يختلف بشكل كبير، وفي طريق تحقيق أحلامك لا بد أن تواجهك صعوبات، فإما أن تتمسك بمنطقة الراحة، أو أن تعتبر الصعاب فرصة لمزيد من الجرأة والإصرارعلى الخروج من مألوفاتك، وإذا بقيت في منطقة راحتك عندما تواجهك صعوبات، فسينتهي بك الأمر إلى تأجيل أهداف حياتك، وهذا سيجعلها أكثر صعوبة في المستقبل.
الحياة الروتينية تُفقدك جزءًا من نفسك
الحياة الروتينية سلاح ذو حدين، فهي تضمن من ناحية الراحة والأمان، ولكن مع البقاء فيها فترة طويلة تزداد مشاعرالملل والكسل، ويتحول الإنسان إلى ما يُشبه الآلة، يسعى فقط للحفاظ على الوضع الراهن.
الروتين هو جزء من منطقة الراحة، قد يكون مُرضيًا لك ولكن البقاء فيه بدون تغيير سيفقدك القدرة على مشاركة مواهبك مع العالم.
ما فائدة الخروج منها؟
نصيحة : أخرج من منطقة الراحة الخاصة بك ، لا يمكنك أن تنمو إلا إذا كنت على استعداد للشعور بالحرج وعدم الراحة عند تجربة شيء جديد.
إذا غيرت وجهة نظرك تجاه نفسك من شخص متمسك بالأشياء القديمة والمريحة طوال الوقت إلى شخص يحب خلط الأشياء، فسيكون من الأسهل الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك عندما يتعلق الأمر بأشياء أهم وأكبر، لأن هذه العادة تجعل المقاومة الداخلية والخوف الذي قد يعيقك أقل
حاول أن تضيف شرارة ليومك وعش الحياة، سيمنعك دلك من الوقوع في نفس الروتين اليومي أوالأسبوعي القديم، ويضيف المزيد من المرح إلى حياتك.
حاول أن تشحن فضولك حول العالم والحياة : عندما تفعل الشيء غيرالمعتاد بانتظام، فإنك تكتشف الكثيرمن الأشياء الجديدة والمثيرة وهذا سوف يعيد تغذية فضولك حول الأشياء الأخرى التي لم تكتشفها بعد.
كيف تخرج من منطقة الراحة؟
إليك بعض الخطوات البسيطة والهامة للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك:
- أكل شيء غير عادي : بدلًا من اختيار طبق اللحم على الغداء جرب البديل النباتي أوجرب السمك إذا كنت تفضل اللحم البقري.
- ابتسم تجاه الجميع : بدلًا من مجرد مواكبة يومك بطريقتك الاجتماعية العادية حاول أن تبتسم أكثر. ابتسم أكثر تجاه زملائك في العمل ، والسيدة عند الخروج من السوبر ماركت ، والأشخاص الأقرب إليك وابتسم لنفسك عندما تصادف المرآة وانظر ماذا سيحدث.
- طهي شيئً جديدً كل أسبوع : حاول طهي وصفة جديدة غالبًا ما تكون تجربة لذيذة وتساعدنا في العثور على وصفات جديدة ، في بعض الأحيان غير متوقعة !
- نوع موسيقاك : قم بخلط الأشياء من خلال تجربة موسيقى جديدة كل شهر.
- العمل في هدوء تام وسكون : أغلق باب مكتبك ، وأغلق الموسيقى الخاصة بك ، وافصل الإنترنت وركز فقط على القيام بأهم شيء يمكنك القيام به اليوم أثناء الاستمتاع بالصمت.
- اقرأ شيئًا لا يعتقد أصدقاؤك أنك تقرأه : سيساعدك القيام بذلك على توسيع آفاقك وتعلم مهارات جديدة والعديد من الأشياء غير المتوقعة.
- القيام بالتسوق للأسبوع باكمله : بدلًا من التسوق من البقالة عندما تشعر بالرغبة أو الحاجة لذلك ، اجلس وخطط لما ستأكله وتحتاجه لمدة أسبوع كامل. اذهب واحصل على كل ذلك في المتجر. الآن لست مضطرًا للعودة إلى هناك لمدة أسبوع ومن المحتمل أن يكون لديك وقت من الفراغ الإضافي (وضغط أقل) للاستمتاع طيلة الأسبوع.
- كن لطيفاً ولو ليوم : بدلًا من التعرض للسخرية المعتادة وما إلى ذلك خلال يومك ، حاول أن تقضي يومًا تكون فيه طيبًا وودودًا مع الجميع بما في ذلك نفسك .
- استمتع بكل شيء : جميع التقلبات خلال يومك العادي هي جزء من الحياة وباعتبارها الحياة فهي هدية بطريقة أو بأخرى. لذا في بعض الأيام قل لنفسك: "استمتع بكل شيء". ثم حاول الاستمتاع بيومك بغض النظر عما إذا كان البريد الوارد ممتلئًا ، أو إذا كنت جائعًا وبدأت تشعر بالضيق.الأشياء التي لاتحبها عادة قل لنفسك : ساستمتع بها كجزء من الحياة. وهكذا يصبح يومك في الواقع أكثر إمتاعًا لأن الطريقة التي نرى بها الحياة تدور حول كيفية اختيارنا للتفكير فيها.
- مشاهدة شيء غريب : إذا كنت تشاهد عادةً أفلام الإثارة ، فجرب فيلمًا كوميديًا رومانسيًا. إذا كنت غالبًا ما تتعثر مع الأفلام الوثائقية ، فجرّب متلاً فيلمًا للرسوم المتحركة من اليابان. قم بتوسيع ما تشاهده للحصول على أفكار وانطباعات جديدة.
- الاستماع إلى صوت العالم : اترك مشغل الموسيقى أو التطبيق المحمول في المنزل أو أغلقه في جيبك. ما عليك سوى الاستماع إلى أصوات المدينة والطبيعة والأشخاص أثناء تنقلك خلال يومك.
- خذ يومًا لتكون غير متصل بالإنترنت : بعض الناس تميل إلى قضاء يوم في الأسبوع في وضع عدم الاتصال (عادة يوم السبت أو الأحد). إنه تغيير رائع في السرعة ويشعرهم وكأنهم في إجازة صغيرة وصحية ومريحة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يجعل العودة إلى العمل يوم الاثنين أكثر متعة.
- إبتعد عن الأخبار ليوم واحد : بدلًا من قراءة الجريدة أو مشاهدة الأخبار كالمعتاد ، حاول أن تبتعد عن ذلك ليوم واحد. انظر كيف تؤثر عليك وكم تفوتك الأخبار.
- إخفاء ملاحظة لأحد أفراد أسرتك : قم بإخفاء ملاحظة لطيفة من المودة لشريك أو أحد أفراد الأسرة أو صديق في وعاء ملفات تعريف الارتباط أو وعاء الشاي أو القهوة أو احجز على المنضدة أو القبعة أو الحذاء أو في أي مكان آخر حيث ينظرون كل يوم. اجعله سعيدًا بطريقة غير متوقعة وغير عادية.
- خذ طريقا مختلفا : للعمل أو إلى المدرسة. إلى صالة الألعاب الرياضية أو المنزل. شاهد شيئًا جديدًا حتى عندما تكون في وضع النقل.
- امشِ أو اصطحب الدراجة الهوائية إلى العمل : بدلًا من ركوب السيارة أو ركوب الحافلة كالمعتاد. مارس بعض التمارين الرياضية في الهواء النقي قبل أن يحين وقت بدء العمل والعودة إلى المنزل.
- دعها تذهب لهذا اليوم فقط : إذا كنت غالبًا ما تدخل في جدال أو كنت تواجه مشكلة في ترك المشكلات وتعيد عرضها مرارًا وتكرارًا في ذهنك ، فافعل ذلك اليوم فقط. يمكنك غدًا ممارسة عاداتك القديمة حيث تركتها تمامًا.لكن في الوقت الحالي ، بدلاً من الخوض في جدال فقط دعها تذهب وابتعد. إذا قمت بإعادة تشغيل شيء ما في ذهنك ، دعه يذهب اليوم. إذا ظهرت ذكرى قديمة اليوم أيضًا ، فاتركها بدلاً من البقاء.
- اخرج : إذا كنت تقيم عادة في المنزل خلال أيام الأسبوع ، فاتصل ببعض الأصدقاء وتوجه إلى المقهى أو المطعم لبضع ساعات حتى لو كان يوم الأربعاء. أو اتصل بشخص لم تقابله منذ زمن طويل واشرب معه فنجانًا من الشاي أو القهوة. أو انزل إلى السينما وشاهد فيلمًا.
- اجلس في مكان جديد : إذا كان لديك كرسي مفضل أو جزء من الأريكة حيث تجلس دائمًا ، فجرب كرسيًا آخر أو مكانًا للجلوس اليوم. يمكن أن يمنحك منظورًا جديدًا في العمل أو في المنزل. ويمكن أن يلهمك بعض الأفكار ووجهات النظر الجديدة والحديثة عن الحياة.
- تخلص من الأشياء التي لم تستخدمها منذ عام : انتقل إلى جزء واحد من منزلك : خزانة أو درج في مكتبك أو خزانة غرفة نومك وشاهد ما بداخلها. راجع الأشياء التي تجدها واحدة تلو الأخرى واسأل نفسك: هل استخدمت هذا الشيء في العام الماضي؟ إذا لم يكن الأمر كذلك ، فامنح الشيء ( الأشياء) لجمعية خيرية أو صديق متلاً.
نتمنى أن تساعدك هده الخطوات البسيطة والهامة على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك و تساعدك على تحقيق النماء و السعادة وأيضاً النجاح في حياتك.
نتمنى أيضاً أن نعرف رأيك في هده الخطوات التي دكرناها وإدا كان لديك تقنيات أخرى تساعد على الخروج من منطقة الراحة الخاصة شاركها معنا ومع القراء الكرام في التعليقات أسفله.





